يوصي العلماء الأستراليون باختبار الدم الجديد، المعروف الآن باسم الخزعة السائلة، لفحص السرطان. توفر هذه التقنية للمرضى الإجراء الجراحي الغازي الذي تستخدمه طرق الخزعة التقليدية. كما أنها توفر الوقت من الفحص إلى العلاج.
ما هي الخزعة السائلة؟
تشير الخزعة السائلة إلى اختبار يتم إجراؤه على عينة دم، للبحث عن خلايا سرطانية أو شظايا من الحمض النووي التي تفرزها الأورام المنتشرة في الدم. يتم استخدامها للكشف عن السرطان في أي مرحلة، ومراقبة الاستجابات للعلاج والمساعدة في تفسير مقاومة العلاج.
تجاوزت الخزعات السائلة إعطاء تشخيص للبقاء على قيد الحياة بشكل عام للسماح بفهم كامل للتغيرات الجزيئية في الوقت الفعلي في الورم.
تم تشخيص ناتاشا ستورك بسرطان الجلد النقيلي في المرحلة الرابعة بعد ستة أسابيع من الولادة. كانت تعاني من آلام في المعدة ناجمة عن أورام في بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة وعظم الورك والكبد.
لتحديد نوع الورم الميلانيني الذي تعاني منه، كان على الأطباء إجراء خزعة جراحية غازية. لحسن الحظ بالنسبة لناتاشا، فقد أجرت اختبار خزعة دم سائلة بدلاً من ذلك، وظهرت النتائج في أقل من ست ساعات.
وقد تبين أنها مصابة بطفرة BRAF القابلة للعلاج، وتم إخضاعها للعلاج على الفور. والآن تم إعلان خلوها من السرطان.
وقالت السيدة ستورك: "أشعر بأنني مذهلة، والآن أصبحت قادرة على أن أكون أمًا بدوام كامل".
أبحاث الخزعة السائلة
أظهرت دراسة نشرت في عدد 19 فبراير 2014 من مجلة Science Translational Medicine استخدام الطريقة غير الجراحية للكشف عن ومراقبة الحمض النووي للورم في أنواع مختلفة من السرطان. وهدفت الدراسة إلى قياس مستويات الحمض النووي الدائر الخالي من الخلايا (ctDNA) مع طفرات الحمض النووي للورم أو التغيرات البنيوية في مجموعات كبيرة من عينات الدم.
استخدم الباحثون تقنيات التسلسل القائمة على تفاعل البوليميراز المتسلسل الرقمي وتحليلات إعادة الترتيب لقياس مستويات الحمض النووي الدائر الخالي من الخلايا. وفي 82 بالمائة من المشاركين في الدراسة المصابين بسرطانات نقيلية، تم الكشف عن الحمض النووي الدائر الخالي من الخلايا. كما لاحظوا أن عدد المرضى الذين لديهم الحمض النووي الدائر الخالي من الخلايا القابل للكشف زاد مع مرحلة الورم.
يهدف العلماء في مجال أبحاث السرطان إلى الكشف المبكر وبالتالي يبذلون كل جهدهم في تعزيز الكشف في المرحلة المبكرة.
في دراستهم، اكتشف بيتيغودا وفريقه شظايا الحمض النووي الدائر الخالي من الخلايا في دم المرضى المصابين بأورام طافرة KRAS بخصوصية وحساسية عالية. في مجموعة مكونة من 206 مريض مصاب بسرطان القولون والمستقيم النقيلي، كانت حساسية الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين للكشف عن طفرات جين KRAS 87.2% وكانت خصوصيته 99.2%.
كما تطلق الخلايا السرطانية الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين في الدم حيث يتم امتصاصه بواسطة الصفائح الدموية. يمكن عزل الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين للصفائح الدموية وتحليله بسهولة، وبالتالي توفر الصفائح الدموية مؤشرات حيوية إضافية غير جراحية للفحص.
الفوائد المثيرة المتعلقة بالخزعات السائلة هي:
إنها توفر صورة مستمرة غير جراحية لسرطان المريض.
تُستخدم لمراقبة تأثيرات علاج السرطان.
إنها تعطي مؤشرات مبكرة لاحتمال عودة السرطان
إنها تساعد في تحديد الأسباب المحتملة لمقاومة العلاج.
ويأمل العلماء أن يتم استخدام الخزعات السائلة في المستقبل لتوجيه قرارات علاج السرطان وربما فحص الأورام غير المرئية في التصوير.