top of page
Dr. Adem Günes & Dr. Abdulla El-Hossami

العلاج المناعي يتغلب على سرطان القولون

وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن العلاج المناعي كان خياراً قابلاً للتطبيق في معالجة السرطانات المتقدمة. ولكن تطبيقه على سرطانات الجهاز الهضمي أثبت حتى الآن عدم كفايته. ولكن من المؤكد أن هذا سوف يتغير، حيث نجح الباحثون في استخدام الخلايا التائية القاتلة للسرطان في الجهاز المناعي في الجسم لتقليص حجم الأورام لدى الفئران المصابة بسرطان القولون. وتتضمن هذه الطريقة الجديدة تدريب الجهاز المناعي على التعرف على السرطان ومهاجمته ومنع تكوين أورام إضافية (وهو أمر بالغ الأهمية).


العلاج المناعي وسرطان القولون

أجاي ماكر، أستاذ مشارك في جامعة إلينوي كوليدج، الولايات المتحدة الأمريكية، والمؤلف المشارك للتقرير المنشور في مجلة Cancer Research متفائل بأن سرطان القولون قد يقابل قريبًا نظيره في العلاج المناعي. وفقًا للتقرير، زاد الباحثون من التعبير عن السيتوكين الكيميائي المسمى LIGHT والذي بدوره ينشط الخلايا التائية الطبيعية القاتلة للسرطان في الجهاز المناعي مما يتسبب في انكماش الأورام الأولية في الكبد. أثبت هذا السيتوكين الكيميائي المعزز (LIGHT)، وهو رسول كيميائي محفز للمناعة، عدم فعاليته سابقًا في المرضى الذين يعانون من نقائل سرطان القولون. يقال إن السرطان ينتشر عندما ينتشر إلى الأنسجة والأعضاء بعيدًا عن موقعه الأساسي.


في الدراسة، تم تحديد أورام سرطان القولون في نموذج فأر. كان لدى الفئران جهاز مناعي سليم وغير محرر. تم تشغيل السيتوكين LIGHT في الأورام مع ترك مجموعة التحكم المعتادة دون مساس. في النماذج النشطة (حيث تعرضت الأورام للضوء) كان تدفق الخلايا التائية واضحًا وبالتالي تقلص حجم الأورام المستهدفة بسرعة. كان هذا الانكماش سريعًا ومستمرًا ولم يتوقف حتى بعد توقف التعبير عن السيتوكين. حتى عندما انتشر الورم إلى الكبد لوحظت نتيجة مماثلة.


يعتبر سرطان القولون مرضًا مزعجًا بشكل خاص للعلاج، وخاصة عندما ينتشر إلى الكبد وأعضاء أخرى. ركزت العلاجات في مثل هذه الحالات على تخفيف الألم (التسكين) بدلاً من معالجة السبب الجذري (العلاج). يعد سرطان الجهاز الهضمي هذا مصدر قلق صحي كبير وفي عام 2015 كان مسؤولاً عن 774000 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم.


هذا عبء ثقيل يجب تحمله والمضاعفات الفسيولوجية المرتبطة به تشمل تغييرًا في عادات الأمعاء (مع الإمساك والإسهال وتغير في قوام البراز) ونزيف المستقيم أو الدم في البراز. علاوة على ذلك، يتعين على مريض سرطان القولون التعامل مع الانزعاج البطني المستمر بما في ذلك التقلصات والغازات والألم الشديد. إن الشعور بعدم إفراغ الأمعاء بشكل كامل هو أيضًا سمة ثابتة. كما أن الشعور العام بالضعف والتعب المستمر وفقدان الوزن غير المبرر هي من بين الإزعاجات الأخرى التي يتحملها مرضى سرطان القولون.


كان سرطان القولون يعالج تقليديًا بالجراحة (مع العلاج الكيميائي المساعد) وفي بعض الأحيان عندما يمتد إلى المستقيم، يتم استخدام جرعة من العلاج الإشعاعي. تتشكل أورام إضافية حتمًا، مما يدفع أحيانًا إلى تكرار هذه العلاجات بشكل دوري. وغني عن القول إن العبء الذي يتحمله الجسم من المرض نفسه ومن إدارة هذه العلاجات ثقيل للغاية.


إن الاستخدام الناجح للعلاج المناعي في علاج السرطان المتقدم واستخدام علاجات السرطان التكاملية الأخرى يمثل طريقة آمنة وفعالة لمعالجة مشكلة قديمة.

bottom of page