أكتوبر هو شهر التوعية بسرطان الثدي، وهي مناسبة تذكرنا بأهمية الوعي بهذا المرض الخبيث والارتباط الذي لا يمكن إنكاره بين الوعي والعلاج؛ فكلما تم الكشف عنه مبكرًا، كلما كان العلاج أكثر فعالية. والتحرك السريع لا يتطلب سوى مستوى عالٍ من الوعي. وليس سراً أن معدلات الإصابة بالسرطان بشكل عام في العقود القليلة الماضية كانت في ارتفاع في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى المزيد والمزيد من الأبحاث التي تتعمق في أسباب الوقاية والعلاج من جميع أنواع السرطان. وهنا، سنلقي بعض الضوء على سرطان الثدي.
أعراض سرطان الثدي
مع ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدي على مستوى العالم، يجب على كل امرأة الانتباه لأدنى التغيرات التي تحدث في جسدها، وخاصة ثدييها. إن ظهور كتلة أو ورم ليس العلامة الوحيدة التي يجب على المرأة أن تتصرف عند اكتشافها. يجب أيضًا أخذ الأعراض الطفيفة الأخرى على محمل الجد. وتشمل هذه الأعراض تورم الثدي بالكامل أو جزء منه، وتهيج الجلد، وألم الثدي أو الحلمة، وانكماش الحلمة، واحمرار أو سماكة الحلمة أو جلد الثدي وإفرازات الحلمة، بخلاف حليب الثدي.
عوامل الخطر لسرطان الثدي
على الرغم من أن الناس أصبحوا أكثر وعيًا بالمرض وأعراضه، إلا أن معظم الناس ما زالوا غير مدركين للعوامل الأكثر شيوعًا التي تسبب السرطان. صحيح أن العوامل الوراثية والعمر والتاريخ مع المرض عوامل شائعة ولكنها لا تمثل سوى حوالي 3 من أصل 10 حالات. هناك أسباب أكثر مراوغة يجب أخذها في الاعتبار، وهي نمط الحياة والعوامل البيئية. وقد ثبت أن النساء المعرضات للإستروجين لفترات طويلة من الزمن يزيد من فرص إصابتهن بالمرض. هذا يفسر لماذا الأمهات المرضعات لأكثر من عام لديهن فرص أقل للإصابة بسرطان الثدي لأن الرضاعة الطبيعية تقلل من مستويات هرمون الاستروجين لدى النساء. في حين أن النساء اللائي يتناولن علاجات هرمونية أو حبوب منع الحمل، والتي تحتوي على مستويات عالية من هرمون الاستروجين، لديهن خطر أعلى للإصابة به.
شهر التوعية بسرطان الثدي
في حين لا نزال نتحدث عن هذا الموضوع، ترتبط مستويات هرمون الاستروجين أيضًا بالسمنة. النساء البدينات لديهن مستويات أعلى من هرمون الاستروجين، وبالتالي، فإن فرص الإصابة به أعلى. كما ارتبط تناول كميات كبيرة من السكر بالسرطان بشكل عام. أظهرت الدراسات أيضًا وجود علاقة بين استهلاك الكحول والسرطان؛ فكلما زاد تناول الكحول، زادت الفرص. لذا، فقد حان الوقت لنبدأ جميعًا في إعادة النظر في نمط حياتنا وعاداتنا الصحية. تمامًا مثل أي مرض، فإن السرطان له مراحل تطور تعتمد على مدى تقدم المرض.
تشخيص سرطان الثدي وأنواعه
لذا، عندما يتم تشخيص إصابة مريض بالسرطان، يتم تحديده برقم من 0 إلى 4، حيث يشير الرقم 4 إلى المرحلة الأكثر تقدمًا ويمثل 0 مرحلة المرض الأسهل علاجًا. ومع ذلك، فإن الوقت هو جوهر الأمر عندما يتعلق الأمر باكتشاف وتشخيص السرطان. فكلما طال الوقت، كلما زاد نمو السرطان وانتقاله من مرحلة مبكرة إلى مرحلة أكثر تقدمًا.
كما يمكن تصنيف سرطان الثدي إلى أنواع مختلفة اعتمادًا على موقع السرطان والمستقبلات. تحدث بعض أنواع السرطان في قنوات الثدي ويسمى ذلك سرطان الثدي القنوي. بينما يحدث بعضها في فصوص الثدي ويسمى ذلك سرطان الثدي الفصيصي. المستقبلات هي البروتينات الموجودة داخل خلايا الثدي وحولها وهي المكان الذي ترتبط به هرموناتنا والبروتينات الأخرى وترسل إشارات إلى الخلايا للتكاثر. إذا نظرنا إلى مستقبلات خلايا سرطان الثدي، فسنرى أن بعضها يعتمد على الهرمونات ويمكن أن ينمو مع هرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون، في حين أن البعض الآخر لا يعتمد على الهرمونات، ونطلق عليها سرطانًا سلبيًا ثلاثيًا.
علاجات سرطان الثدي
هذا يقودنا إلى خيارات العلاج وما يمكن القيام به بمجرد التشخيص. علاجات سرطان الثدي متعددة الخيارات سواء كانت الجراحة بإزالة الثدي بالكامل أو الورم فقط متبوعة بإدارة العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. إذا كان السرطان يعتمد على الهرمونات، كما ناقشنا أعلاه، فيمكن إضافة مثبطات الهرمونات.
هناك أيضًا علاجات بديلة تلعب دورًا إيجابيًا في التشخيص، من العلاجات المناعية والعلاجات العشبية إلى النظام الغذائي وتغييرات نمط الحياة. كما ذكرنا أعلاه، تظهر الإحصائيات ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الثدي في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإنها تظهر أيضًا زيادة معدل البقاء على قيد الحياة. ولابد من الإشادة ليس فقط بفعالية وتنوع العلاجات بل وأيضاً الوعي المتزايد بين النساء بالعلامات والأعراض المبكرة التي كانت تُتجاهل في العقود الماضية، مما أدى إلى الكشف المبكر عن المرض وعلاجه. لذا فمن المستحسن بشدة قراءة الإشارات التي يرسلها لك جسمك وعدم تجاهل أي تغيرات حتى لو كانت بسيطة. فلا شيء تافه لدرجة لا يمكن أخذه في الاعتبار. كوني منتبهة وتمتعي بحياة صحية.