إن مبدأ البقاء للأقوى، كمفهوم، ينطبق في الأغلب على أفراد الأنواع الحيوانية. ولكن من الممكن أن نجد سمات التطور في أماكن أخرى، في الخلايا السرطانية على سبيل المثال.
لقد تعلم الباحثون في مجال السرطان أن يفهموا الأورام باعتبارها مجموعات متنوعة ونشطة. وكما هي الحال مع أفراد الأنواع الحيوانية، فإن الخلايا داخل الخلايا السرطانية تتنافس مع بعضها البعض. وينجح بعضها، ويفشل بعضها الآخر.
البحث في النقائل
صمم باحثون من جامعة بنسلفانيا نموذجًا رياضيًا للتعرف على الخصائص المختلفة التي تلعب دورًا في نمو الأورام السرطانية وتكاثرها وانتشارها. وقد تقدم إرول أكجاي (أستاذ مساعد في علم الأحياء، كلية الآداب والعلوم) وجيمي كيان (طالب في السنة الأخيرة في علوم الحياة الجزيئية) إلى الأمام في العمل على نموذجهم. وعند القيام بذلك، اكتشفوا أن التغيرات في الخلايا السرطانية هي التي تسبب النقائل؛ انتشار نمو السرطان بعيدًا عن موقعه الأساسي. بالإضافة إلى ذلك، وجدوا أيضًا أن هذه التغييرات تحدث في وقت مبكر وليس في وقت لاحق في حياة الخلايا السرطانية. وفي تعليق مع مجلة PLOS ONE، أكد الباحثان بقوة اعتقادهما بأن تضمين نظريات التطور والبيئة في بيولوجيا السرطان قد يعطي وعدًا بنطاق أكثر فعالية لخطط العلاج والوعي بالسرطان وتحسين معدل البقاء على قيد الحياة من السرطان النقيلي.
إن فهم كيفية تطور السرطان قد يسمح للعلماء بالتنبؤ بدقة بهيمنة السلالة في الأورام؛ إن هذه الطريقة قد تسمح بمعالجة السرطان في أقرب وقت ممكن، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من مقاومة الأدوية. وإذا تمكن العلماء من التنبؤ بعملية انتشار السرطان، فيمكن معالجة هذه الآليات قبل أن تبدأ العملية. وكلاهما من الطرق المحتملة للوقاية من السرطان في المستقبل. لا تظل الخلايا السرطانية خاملة أو قريبة من الخلايا الطبيعية؛ بل إنها تغير بيئتها لجعلها أكثر ملاءمة لها. وتتضمن هذه العملية تغيير تكوين الأوعية الدموية والخلايا المجاورة. وفي المستقبل، يحدث الانتشار عندما تطلق الخلايا الخبيثة نفسها عبر مجرى الدم، وتنتقل إلى أماكن بعيدة في جميع أنحاء الجسم، حيث تعمل في النهاية على خلق بيئة مناسبة لنمو السرطان.
البحث في الممارسة العملية
صمم الباحثون نموذجًا لورم، مبنيًا من أربعة أنواع مختلفة من الخلايا السرطانية: الخلايا المنتجة التي تبني بيئة الورم، والخلايا المنتجة التي تبني مواقع ما قبل النقيلة البعيدة، والخلايا المنتجة التي تقوم بكل من هذين الدورين، والخلايا المحتالة التي لا تقدم أي قيمة لعملية البناء وتضحي بموارد أقل. بعد بناء النموذج، مكّن الباحثون المنافسة بين مجموعات الخلايا السرطانية وأجروا عمليات محاكاة. باختصار، وجد الباحثون أنه في المرحلة المبكرة من الورم، كان من المرجح أن ينجح منتجو المنافذ قبل النقيلة بسبب هذه المنافسة الصغيرة. كما لاحظوا أنه مع نمو الورم ومع انتشار المزيد من الطفرات، زادت كمية المنافسة. في حين أنه من المرجح أن توجد الطفرات في خلايا الورم الكبيرة، فليس من الشائع العثور عليها هناك؛ مما يؤدي إلى فهم السرطان بطريقة مفادها أن النقيلة من المرجح أن تحدث عندما يكون الورم أصغر حجمًا، مع وجود المزيد من الطفرات. في حين يفخر الباحثان باكتشافهما، إلا أنهما يعترفان بأن "الأمر لم يصل إلى هذا الحد بعد"، على أمل أن تشق فكرتهما طريقها يومًا ما إلى تصميم علاج للسرطان.
تعتبر شركة فيريتا لايف رائدة عالمية في علاجات السرطان التكاملية. يسعدنا أن نتعرف على الاكتشاف الذي توصل إليه الباحثون في استخدام النماذج الرياضية لفهم النقائل. عندما تم تطبيق نموذجهم، كان قادرًا على تحديد أن الأورام أكثر عرضة للانتشار في جميع أنحاء الجسم في مرحلة مبكرة، على عكس المرحلة اللاحقة. وذلك لأن الأورام في مرحلتها المبكرة تحتوي على المزيد من الطفرات التي تتنافس معها خلايا إنتاج السرطان وتأخذ منها، وهي الخلايا التي لا تكون موجودة عندما يصل الورم إلى حجمه الأكبر. يمنح البحث الأمل في تصميم علاج مستقبلي للسرطان، والذي قد يعترض نمو النقائل مبكرًا من خلال فهم آليات عملية ذلك وطريقة أخرى قد تكشف عن سلالات السرطان التي تؤدي إلى هذا الظهور. تتواجد شركة فيريتا لايف في ثلاثة مواقع: بانكوك وألمانيا والمكسيك. اتصل بنا اليوم لمعرفة كيف يمكننا تصميم نهج فريد وآمن وفعال لعلاج السرطان لك أو لأحد أحبائك.